ذكريات لا تُمحى .. بقلم الشاعرة التونسية / مُلك الغزال

ذكريات لا تُمحى
كان عمرها تسعة سنوات تدرس بالمرحلة الابتدائية…جميلة وذكية …وبذكائها ادركت اعجاب معلم التربية البدنية بها …طويل ،قوي الجسد ، عيناه كبيرتان فيهما نظرة ساحرة وشعره طويل اسود ناعم ، كانت تراقبه طول حصة الرياضة بزهو وإعجاب حتى أحبته بقلبها البريئ وكانت تنتظر حصته بفارغ الصبر ، ذات يوما باح لها بحبه وأبلغته انها تبادله نفس المشاعر …كان يترك التلاميذ يلعبون الكرة ويجلس اليها يحدثها عن حياته ومشاعره تجاهها ومرت السنة بسرعة ، انتظرت انتهاء العطلة الصيفية بفارغ الصبر لتعود الى رؤية حبيبها وحلت السنة الدراسية الجديدة ولا تسألوا عن فرحها وسعادتها بذلك …تلك السنة كانت آخر مرحلتها الابتدائية ولم تجد حلا امامها إلا أن تضحي بسنة من عمرها وترسب في الامتحانات رغم انها من الأوائل ولم تفكر في عقاب والدها المهم عندها ان تظل على مقربة من حبيبها وكان لها ذلك ، اقتربت انتهاء سنة رسوبها في نفس القسم .. تشجعت وطلبت منه خطبتها من والدها …رفض بشدة والسبب انه متيقن من رفض والدها فهو يكبرها بسنوات كثيرة كان عمره 34 سنة وهي 10 سنوات لا غير ومن المستحيل ان يوافق والدها على هذا الارتباط ..بكت بحرقة وبكى معها واشتد نحيبه ثم طلب منها ان تترك الأمر للقدر …في الغد لم يحضر معلم التربية البدنية أخذ اجازة طويلة ، انشغل بالها ..كانت تسأل عنه بعض صديقتها وتبحث عنه كالمجنونة لكن دون جدوى ثمّ عرفت بالصدفة انه تزوج من ابنة عمه التي تقربه سنّا …حزنت كثيرا ، مرضت ومكثت الفراش لشهر واعتبرته انه خائنًا فقد طعنها في قلبها وانقلب حبها له كرها …الا انها بعد ان نضجت وكبرت عرفت أنه ضحى من أجلها ..ضحى بحبه وسعادتها لأجل سعادتها ….مرت سنوات عدة ولازالت تذكره فهو محفورًا في ذاكرتها لم تمحيه السنوات ولم تنسى حبها الأول رغم صغر سنها في ذلك الحين
✍️مُلك الغزال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشدد بقلم الكاتب نعمة العزاوي

صوت الضجيج .. بقلم الشاعر / هشام كمال

ان كان غرك بقلم الشاعر هشام كمال