التّشدّد؛ التّشدّد يَضرِبُ الأدمِغة، وَيغتالُ العَقل، فَيُشوِّهُ المُقدّسَ، ويُصادرُ الحُرية، ويَجذبُ إلى الخَلفِ، وَيَتنكّرُ لِلحَداثَة، ويَعملُ بِالضدّ مِن التّوازنِ الذي تُوفّرهُ قَوانينُ الطّبيعةِ الإلهية، التي إذا مَا امتَزجَتْ بِالوَعي أعطَتْ الحياةَ مَعنى، ونَشَرتِ الرّحمَةَ والمَحبةَ، وهِي سُنّةُ الوجودِ التي اقْتضَت أن يكونَ وجودَ النّاسِ فِي شكل تَجمّعاتٍ بَشريّة تُحَقِّقُ حَيَاتَهُم، وتَبنِي كيانَهُم، تَكتَمِل فِيها الذّات، وتُكتَسَبُ القُدراتُ، وسَطٌ اجتِماعيّ فيهِ الخَيرُ والشّرُ، وفيهِ الحُبُّ والبغضُ، وفيهِ التّجانسُ والتّنافرُ، تَنوّعٌ بينَ النّاسِ أفرادًا وجَماعاتٍ نابعٌ مِن طِبيعَتِهم البشَريّة، وَمِن أَصلِ خلقَتِهم الآدَميّةِ، تَعارفٌ فيهِ لا تَنَاكر، وتَعايشٌ لا اقتِتَال، وتعاونٌ لا تَطَاحن، وتَكاملٌ لا تعارض. نحنُ الآن بأمسِ الحَاجةِ إلى خلقِ عَالمٍ جَديدٍ خالٍ مِن حِقدِ العنصريّةِ العرقيّةِ، بِتَضامنٍ دَؤوبٍ مِن الجَميعِ، فإنّهُ ليسَ بِعزيزٍ ولا مُستحيلٍ على المُؤسساتِ التّربويّةِ والثّقافية والعِلميّة والجَمعياتِ الحكوميّةِ وغَيرِ الحكوميّةِ فِي العَالمِ إذا تَآ...
جميل بيبي
ردحذف