أن الحياة وان طالت ..بلا فرح بقلم الشاعر إبراهيم محمد دسوقي
إنّ الحياة وإن طالت.. بلا فَرْحٍ
إنّ الوفاة دواءٌ لي من الكَدْحِ
كلُّ الخُطوبِ الّتي لاحَتْ على بَصَري
صارت عَيانًا وصار الجرح من قَرْحي
عِلْمي بأن ديارَ الموتِ قادمةٌ
أمست حياتي تُعادي الدهرَ في نُصْحي
ما الموتُ من سَقَمٍ شيئًا نُغايرهُ
أو من نِصالٍ برأسي غادرت صَرْحي
ما كان ظنّي إذا ما الخِلُّ فارقني
حين الوداع ينادي الغدر بالقُبْحِ
كلُّ القروحِ وإن جَفَّتْ مَدامِعُها
تسقي الوتين كؤوسَ القَهْرِ والقدْحِ
كم كنتُ دومًا أُباري الهجرَ مُبتسمًا
والصبرُ عندي ظلالُ الهمِّ والنَّزْحِ
يا نفسُ لا ترحلي.. إنّ الديارَ هُنا
غدًا سيأتي على مَهْلٍ وعن شَرْحٍ
كلُّ الصحابِ وإنْ طالتْ مَوَدَّتُهُم
في القبرِ كلُّ الورى موتى بلا مَنْحٍ
لا كل من بات خِلًّا صار مُرْتَقِبًا
فالنَّذْلُ ينكرُ خُبزًا قَلَّ من قَمْحي
إنّي وربّ الورى ما كنت هاجِرَكُمْ
بل كنت أسمو بألفاظي عن الوقْحِ
هذا دليلي على من خان مُغتربًا
دعْ قولَ من سارعوا في السرِّ.. في فَضْحي
كم ضاق صدري، بلا يأسٍ ولا هَرَبٍ
بل كنتُ مَن نازعَ الشيطانَ بالصَّفْحِ
تلك الدموعُ التي سالتْ لدى أسَفي
ما كان دمعي، وما كانت سوى رَدْحي
إبراهيم محمد دسوقي
تعليقات
إرسال تعليق