بوابة الكهف بقلم الشاعر أحمد عبد المجيد أبو طالب

. ( بَوَّابَةُ الكَهْف )

خُدُوشٌ عَلَى خَدِّ وَردَةٍ بَيّضَاءَ

تَائِهَةٌ فِي الأدِيم ،

وَفَرَاشَاتٌ زرقاءَ فِي مَـأْتَمِ

المـُوَاسـَاةِ تَحُوم ،

وَ دُعَاءاتٌ للبلابلِ بالسُّقْيَا

تَـصَّـاعَدَ للسـحابِ المَحْمُوم

كيفَ بُكَى الشُجَيْرَاتِ الحَسْرَى
يُلَطِّفُ مِنْ حُرْقَةِ الجُرْحِ الأليم؟

سَجْوَةٌ للشيخِ كانت

على بوابةِ حَيَاة اللاحياة

سجوةٌ ، وهَيْبَةٌ للكهفِ ...

تعتري الضَيْف ،

تُغْرِيهِ بالقِرَى القُدْسِيِّ ،

تُرْغِمْهُ أنْ يَسْتَرِيحَ ..، دُونَمَا رَاحَة !

تَغْتَصِبُ مِنْهُ بسمات صغار الواحة ،
فيبتسم دون أن تبسم الشفاة !

صبيةٌ خارجِ البوَّابةِ حَزَانَى ،

وكهولٌ أقبلتْ ..

تَطَوَّفُ بمَشْهدِ التَوَّجُسِ والمَهَابَةِ ،

وخِلَّةٌ .. كانت للمسافرِ ..

عبرَ زمانِ الجَدْبِ نحوَ آخرِ الأزمان
ترى في بوابة الكهف مرآة الكآبة ،

ونسوةٌ تنفخُ في فلوت الشَّجَى ،
يتبعثر في الأجواء

نشيجُ ألحانٍ شَجْنَى ،

سينفونيةٌ تَشَتَّتَتْ أنغامها كالثكلات ،

والشيخُ يَحَيا
زمن اللازمان !

في الكهف....

حين طلع الظلُّ على الشيخ

كان قد تعلم كيف يبكي بلا دموع

وكيف يقصص حكايا صبياً ....

اقترفَ الآثآم كجائعٍ نَهِمِ ،

وصبياً.... ما كانَ لهُ في

آخر كأسٍ يحتسيهِ سوى
قدح من ندم !

كان الشيخ قد تعلم

كيف يقصص حكايا...

تَهرُبُ منّ قيودِ الآذانِ

من أجل التَّفَاني

في حُرِّيَاتٍ شَارِدَةٍ حَمْقَى

تنزلقُ مِنْ أعْلَى حَوَافِ الأفئدة ،

فَتَتَّئِدُ ...، وتستقرُ ...

حيث سُفُوح القلوب !

خاطرتي :
أحمدعبدالمجيدأبوطالب
١٩٨٥

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشدد بقلم الكاتب نعمة العزاوي

صوت الضجيج .. بقلم الشاعر / هشام كمال

ان كان غرك بقلم الشاعر هشام كمال