حديث المشوار... للشاعر : محمد نور الدين المبارك الريحاني

*حديث المشوارْ*
إن كان قمر الليل من القلوب ....يغار
فصمت الشّمس لغة لا يفهمها إلا الأخيارْ
أذّن فجر المؤذّن بصوته الجوهريّ
وقد سمعه وأنصت له...اللبيب المختار
ونادى سمع الرّعيّة فورًا .....بالفرارْ
أصرّ الانتصار فتمادى المنادي ....
وما كان همّه إلا أن يسمعه الصفيّ
فقال بلهجة خالية من آداب الإعتذارْ
أيا قصر الفخامة للحرّة المنسيّة ....
إنّ دويّك بين الصّمت والجهر
كهرج خليّة النّحل وقلقلة الأذكارْ
عفوًا.... بل أيا قلبي الجميل
أنت أيا خزّان معادن الأفكارْ
بربّك أجبني وقلْ...وريّح فضولي
أين اختفى فيك حسّ إحساسي
ومن جرّد جسمك من نسيج لباسي؟
وأنت بيت إقامة...للسّاكن الجبّارْ
أم وُكّلت كمؤتمن صدوق
على الأحداث ومجرى الأقدارْ
وحبرك الأحمر إذ يجري على كراسي
يقظة ...ولا يعبأ براحتي عند نعاسي
كنهر متدفّق في صدري
ليكتب بحرف الليل أنين الأشعارْ
فيا ويلك يا قلبي من حياء الأنثى
إن خنت قلوب نساء الحيّ في النّهارْ
فلما لا تستحي من شعوري؟
وكيف الظّلام في أحشائك أرى؟
وهل السّاعة أرقام في صدرك تدور؟
أم لك نور من عين بصيرتى
به تنظر فترى بين فواصل الأشفارْ
أيا قلب مالي أراك اليوم حزين
لا تطرق أبوابك لطلب التّمكين
أصحاب الحوائج والمساكين الأحرارْ
وأنت الفصيح البيان والبليغ اللسان
والمبين الكتوم ...أنت أيا شعلة النّارْ
والحارس الأمين على مخزن الأسرارْ
قل أيا قلب؛ من يحمي نساءك والحريم
من وحشيّة الاغتصاب ...ومن فحش
(قضيب )العار وخزي زنى الإستعمارْ
أيا قلب وبيت روحي الذي أضحكته الهزائم
وأبكته الزّغاريد.......وقلّة حيلة الفخّارْ
فوضّت أمري إليك ...فدعني الهنيهة
أنام بين أحضان الحسناوات الأبكارْ
علّني أنجب ......مهديّ الزّمان
في ليلة بلجاء محجوبة عن الأنظارْ
فنوم العالم أفضل.... من عبادة
جاهل يرقص زهوًا ...عند الانتصار
.......................ريحانيات
الأديب المفكروالشاعر التونسي
محمد نور الدين المبارك الريحاني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التشدد بقلم الكاتب نعمة العزاوي

صوت الضجيج .. بقلم الشاعر / هشام كمال

ان كان غرك بقلم الشاعر هشام كمال